إن التكنولوجيا الرقمية تؤثر بشكل كبير في شخصياتنا وآرائنا وبالأخص آرائنا السياسية وقد سهلت من التفرقة السياسة واختلاف الرأي بشكل ملحوظ ولكن على عكس المتوقع فإن من يستخدموا مواقع التواصل الاجتماعي بشكل أقل هم الأكثر تمسكاً بآرائهم وميلاً للتطرف السياسي.
ففي دراسة جديدة أجراها علماء الاقتصاد بجامعة ستانفورد تم جمع معلومات في هذا السياق لاستخدامها في دراسة سلوك الناخبين الأمريكيين وعن طريق البيانات التي تم جمعها حاول العلماء إيجاد التغيرات التي وردت على الناخبين على مدار السنوات وما كان واضحاً بشدة هو أن الناخبين صاروا موحدي الرأي في أغلب القضايا وصار ذلك الأمر في تزايد مع مرور الوقت.
ومن نلوم؟
الإنترنت، وبالأخص وسائل التواصل الاجتماعي.
فنحن البشر كائنات قبلية ولا يكون في وسعنا سوى التخلص من كل ما هو مختلف عنا سواء في الخلفية الفكرية أو غيرها من الاختلافات ونستمتع جم الاستمتاع بإحاطة أنفسنا بمن يشبهوننا.
التكنولوجيا الرقمية تشجع بداخلنا ما يسمى بـ الانحياز التأكيدي وهو أن تحب ان تسمع صدى رأيك على أفواه الأخرين وبالطبع وسائل الاتصال الاجتماعي استخدمت هذه الطريقة في برامجيتها بحيث تظهر لنا كل ما يشبه ما اعجبنا به سابقاً.
ولكن الدراسة تؤكد عدم صحة هذا المبدأ في الأمور السياسية حيث أن الأغلبية من الناخبين الذين أصابهم أحادية القطبية في آرائهم هم الأكثر ابتعاداً عن الانترنت.
إن وسائل التواصل الاجتماعي لها تأثير قوي في جوانب كثيرة من حياتنا ولكن على الأقل هذه المرة لا يقع عليها اللوم،
لأن أكثر الناس تشدداً سياسياً هم أكثرهم بعداً وربما لأول مرة نكتشف ان الانترنت في الحقيقة لا يفسد للود قضية.
Leave a Reply