من العدسات المكبرة إلى محلل الصور

يمكننا اليوم رؤية  صور واضحه  للأجسام الصغيرة مثل البكتيريا و الفيروسات  .. و قد تظهر فيها التفاصيل الداخليه لخلايا تلك الكائنات مثل بعض الأنسجه و أعضاء الهضم.

أيضا نستطيع رؤية كرات الدم الحمراء  و كرات الدم البيضاء وغيرها من الخلايا الدقيقه .. و لكن هل تخيلت لوهله أن هده الأجسام أغلبها يستحيل أن يرى بالعين المجرده !! أما الصور اللتي نراها فهي مكبره مئات بل ألاف المرات ! 86785_1217851381_large-1.jpg

كيف بدأت فكرة تكبير الأجسام ؟

تعود فكرة تكبير الأجسام إلي عصور ما قبل التاريخ ، عندما التقط إنسان بدائي ما قطعة مستديرة من البلور الصخري أو الزجاج  البركاني و لاحظ أنها تكبر الأشياء. لقد حاول الإنسان منذ آلاف السنين أن يطور قدرته علي الرؤية فقام النحاتون القدماء بملء كرات زجاجية بالماء لتكبير المنحوتات كمت كانت عدسات  القراءة البسيطة شائعة في عصر الإمبراطورية الرومانية و ما ورائها و لكن كان التطور في هذا المجال بطيئاً .

الى أن جاء العالم الانجليزي روجر بيكون” عام 1250″ م  و قدم للبشريه اختراع العدسات المكبره البسيطه و قد وجدوا العلماء ضرورة عظمى لتكبير الأجسام عموما و الكائنات الحيه الدقيقه و ما بداخلها خصوصا , بهدف دراسها و إجراء التجارب العلميه عليها و في نهاية القرن السادس عشر من الميلاد تحديداً في “عام 1590م “ حدثت طفرة علمية في هذا المجال حيث استطاع صناع العدسات الألمان أن يركبوا عدة عدسات في أنبوب بنظام معين لصنع أول مجهر مركب يعرفه البشر و يعود هذا الفضل لعالمين هما هانس لبيرشي و زكريا جانسين .
و في ” عام 1625 م” كان الطبيب الألماني جيوفاني فابر هو اول من صاغ إسم ” ميكرو سكوب” أو “مرناة الصغائر” أو ” مجهر ”  لوصف المكروسكوب المركب الخاص بالعالم الإيطالي جاليليو  .
و يعتبر تقرير “عين الذبابة” في “عام 1644م ” هو أول تقرير مفصل مبني علي ملاحظات بالميكروسكوب عن التركيب الداخلي للأنسجة الحية .

قد قاموا العلماء بالعمل على تطوير الميكروسكوب بخطوات سريعه حيث وصل العلم من المجهر المركب الى المجهر الضوئي .. و كان من ضمن أبرز و أهم الاكتشافات وقتها أنه في ” عام 1953 م” منحت جائزة نوبل  في الفيزياء لـلعالم فريتز زرنيك  لتطويره تقنية لإضاءة العينات، وهي تقنية لتحسين تباين  العينات الشفافة بتغيير طور موجات  الضوء في ما يسمي “مجهر تباين الطور أو Phase Microscope ” .
 و في ” عام 1955 م ” قام جورج نومارسكي   بتطوير تقنية اخري لإضاءة العينات الشفافة إعتماداً علي تداخل موجات  الضوء في ما يعرف بـ “مجهر التداخل التباينيDifferential Interference Microscope  “

اتنىم

و إستمر التطور و لأن الصور تلعب دورا متزايد الأهمية في العديد من مجالات العلوم وتطبيقاتها اللتي لا تعد ولا تحصى , وصل العلم الي جهاز ” محلل الصور Image analyzer “ و هو جهاز من خلاله يمكن رؤية شرائح المكروسكوب بضوح بالإضافه الى ذلك يمكن رؤيتها بشكل ثلالثي الأبعاد 3D كمان أنه يمكن تصويرها بالجهاز و طباعة الصور .


Comments

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *