للمرة الأولى على الإطلاق استطاع العلماء مراقبة التغيرات العصبية في مناطق معينة من أدمغة الأطفال الذين تعرضوا للعنف في طفولتهم، ويعتقد الباحثون أن هذه التغيرات قد تتسبب في ظهور أعراض الاكتئاب والأفكار الانتحارية وغيرها من العادات السيئة كإدمان المواد المخدرة والاندفاعية في التصرفات.
إذن ما هي هذه التغيرات التي راقبها العلماء؟
يجب أن تعرف أولا أن الخلايا العصبية بالدماغ يجب أن تكون معزولة بطبقة من الدهون حتى تستطيع إيصال الإشارات الكهربائية من نقطة إلى أخرى دون التشويش على النشاط الدماغي المجاور لها.
هذه الطبقة العازلة تتكون في الدماغ في أول عقدين من العمر ويطلق على المادة العازلة اسم المادة البيضاء.
وتشير الدراسات العصبية بشكل عام إلى تشوه في نمو هذه المادة لدى الأشخاص الذين تعرضوا للأذى الجسدي في طفولتهم ولكن لأن هذه الدراسات تمت على أدمغة حية باستخدام الرنين المغناطيسي كان من المستحيل الحصول على صورة واضحة لتلك التغيرات وهنا اضطر العلماء على الحصول على عينات من المخ لتحليلها لكي يحصلوا على نتائج أفضل.
وجد العلماء أن سمك هذه الطبقة يلعب دوراً حساساً في تنظيم المشاعر بشكل عام وان من تعرضوا للعنف امتلكوا سماكة أقل من غيرهم مما أدى إلى عزل غير جيد للإشارات العصبية وقد استنتج العلماء أن العنف الذي يتعرض له الأطفال يؤدي إلى ضمور الخلايا التي تنتج تلك المادة العازلة المسئولة عن تنظيم المشاعر وجعل الأشخاص أكثر سلاماً وطبيعية.
Leave a Reply