استراتيجيات التعلم النشط هي واحدة من أهم طرق التدريس التي تدفع الطفل ليكون محبًا للعملية التعليمية، وهي على عكس التعلم التقليدي الذي يقوم على طريقة الإلقاء ويدفع الطفل للرتابة والملل، حيث إن استراتيجيات التعلم النشط تقوم على أساس المشاركة بين الطالب والمعلم، ويمكن الإشادة بأن استراتيجيات التعلم النشط قائمة على عنصرين أساسيين وهما: حل المشكلات، والتعلم التعاوني.
الفرق بين التعليم والتعلم والتدريس
– في البداية أود أن أفرق بين مفهوم (التعليم والتعلم والتدريس):
التعليم هو تلك العملية المنظمة التي نشهدها في المدارس بمراحلها المختلفة، أما التعلم فهو ما يحدث في سلوك الفرد من تغير نتيجة المرور بخبرات متعددة سواء كانت مقصودة أو غير مقصودة، وبالتالي يمكننا القول بأن كلا من التعليم والتعلم يهدفان إلى تغير سلوك الأفراد بقصد زرع مفاهيم جديدة وبث القيم والأخلاق بهم.
التعلم يحدث في أي مكان ولا يقتصر على عمر محدد أو وقت بعينه، ويعد التعلم هو الهدف الرئيسي لعملية التعليم، لكن قد يحدث أحدهما دون الآخر بمعنى أن الإنسان قد يدخل في النظام التعليمي لكن بدون تعلم.
أما عن مفهوم التدريس فهو تلك العملية القائمة بين الطالب والمعلم داخل الفصل الدراسي، ولابد أن يكون التدريس مخطط له من قبل المعلم في وقت سابق، ويهدف التدريس إلى تنمية الجانب المعرفي، والوجداني، والمهاري لدى الطلاب.
تعد استراتيجيات التعلم النشط أحد أهم طرق التدريس الحديثة التي لا تقتصر على المؤسسات التعليمية وحسب بل يمكن تطبيقها حتى في المنازل، ويمكنك الإطلاع على المزيد من المعلومات حول التعلم النشط من هنا.
استراتيجيات التعلم النشط
أولًا: استراتيجية حل المشكلات
إن التدريس الفعال في الوقت المعاصر هو الذي يمنح الطالب عادة فكرية جديدة وليس فقط منحه مادة دراسية ليحفظها ويجري امتحانًا بها، ولتحقيق أهداف استراتيجيات التعلم النشط، لابد من إخراج طالب قادر على مواجهة المشكلات المختلفة وإيجاد حلول مبتكرة لها، وهذا ما تسعى استراتيجية حل المشكلات لخلقه داخل الطالب، حيث إن التدريس باستخدام طريقة حل المشكلات تجعل الطالب قادرًا على التفكير الصحيح، وتنظيم الأمور بشكل منطقي، وفهم المعلومات بشكل أعمق.
خطوات التدريس باستخدام حل المشكلات
– إثارة مشكلة ما بين الطلاب: أول خطوات تطبيق استراتيجية حل المشكلات هي طرح مشكلة ما بين الطلاب بشكل جذاب لينتبه إليه الطلاب، ثم يستثير تفكيرهم ومهارتهم لكي يدفعهم إلى البحث عن حل مناسب.
– توضيح المشكلة: هنا لابد أن يوضح المعلم المشكلة للطلاب وأن يضع لهم تعريف محدد لها، ومن ثم إعادة طرحها بمجموعة أسئلة فرعية تساعد في الوصول لحل.
– وضع فروض تتناسب مع المشكلة: في هذه المرحلة يبدأ الطالب تحت إشراف المعلم في طرح العديد من الفرضيات لحل المشكلة.
– جمع معلومات كافية عن المشكلة: تلك الخطوة هي الأهم على الإطلاق لحل المشكلة؛ لأن بدون المعلومات الكافية الموضوعية الصحيحة عن المشكلة لن يتمكن الطالب من التوصل إلى الحل المناسب.
– اختبار الفروض والتأكد منها: يقوم الطالب بتطبيق الفروض للتأكد من صحتها، ثم يقوم بتقويم ما قدمه من اقتراحات كحلول مؤقتة لتلك المشكلة المطروحة، وهنا يكون للمعلم دورًا كبيرًا في إخبار الطلاب بأن تلك الفروض قد تصيب أو تخيب.
– اختيار الحل المناسب للمشكلة: يتم التوصل إلى الحل النهائي من خلال اختيار الفروض والتحقق من صحتها، ثم يتناقشون في النتائج مع بعضهم البعض حتى يتوصلوا لحل مناسب يتفق عليه الجميع.
– تطبيق الحل: في النهاية يتم تطبيق الحل المتفق عليه ويتم تعميمه على الحالات المماثلة، يمكن الإطلاع على المزيد من هنا.
اقرأ أيضًا: موجات المخ قد تعكس قدرة الشخص على التعلم
ثانيًا: استراتيجيات التعلم التعاوني Cooperative Learning
يعد التعلم التعاوني أحد أهم استراتيجيات التعلم النشط، ويمكن تعريف التعلم التعاوني بأنه أسلوب للتعلم يعتمد فيه الطلاب على التواجد داخل مجموعات صغيرة، يمكن أن يتراوح عدد الطلاب داخل المجموعة الواحدة ما بين (2-6) طلاب، يكون الطلاب مختلفون في القدرات فيما بينهم وبالتالي يمكن للضعيف أن يتعلم من المتفوق، وتكون مهمة المعلم هي مراقبة سلوك الطلاب وتوجيههم.
يقوم المعلم بتقسيم الطلاب إلى مجموعات كما ذكرنا من قبل ويطلب من كل مجموعة العمل على مشروع معين، وعلى المعلم التخطيط الجيد لتقسيم المجموعة ومعرفة طريقة جلوسهم والمهام التي سيكلفهم بها، وأفضل طريقة لجلوس الطلاب في هذه الحالة هي الجلوس على شكل دائرة؛ لتبادل المعلومات فيما بينهم.(1)
أما عن دور المعلم في التعلم التعاوني، بالإضافة إلى كونه المخطط الأول للعملية فهو من يشرح المهام للتلاميذ ويوضح الأهداف ويتابع خطواتهم، ويقوم بتقيم مدى تفاعل كل طالب مع غيره، يضم التعلم التعاوني العديد من الاستراتيجيات والتي سنذكر بعضها فيما يلي:
استراتيجية لنتعلم معًا learning together
إذا رغبت في استخدام هذه الاستراتيجية مع طلابك أو حتى أولادك فما عليك سوى أن تجعلهم في مجموعة واحدة مكونة من 4-5 أطفال، ثم يقوم التلاميذ بالعمل على مهمة واحدة يشتركون فيها جميعًا، وفي النهاية يتم تقيم المجموعة على عملهم الجماعي وليس الفردي.
استراتيجية ترتيب المهام المتقطعة التعاونية Jigsaw
تساهم استراتيجية Jigsaw في تحقيق أهداف استراتيجيات التعلم النشط بشكل عام وأهداف التعلم التعاوني بشكل خاص، حيث تقوم الاستراتيجية على تقسيم الطلاب لمجموعات ويُطلب من كل فرد داخل المجموعة تعلم جزء معين من موضوع الدرس وعليه أن يقوم بشرحه لزملائه في المجموعة، وتمثل تلك الاستراتيجية التعاون الفردي حيث يعمل الطلاب معًا ويتعاونون سويًا.
استراتيجية العصف الذهني brainstorming
العصف الذهني هو أحد أهم استراتيجيات التعلم النشط التي تشجع الطفل على التفكير الإبداعي، ويسمح لهم بالتعبير عن آراءهم المختلفة بكل حرية، ولتنفيذ أسلوب العصف الذهني مع أولادك أو طلابك ما عليك سوى القيام بتلك الخطوات:
– بعد تكوين مجموعة من الطلاب يتم اختيار رئيسًا لهم، ولابد أن يكون مقبولًا من الطلاب جميعًا.
– يقوم المعلم بتعريف أسلوب العصف الذهني عند استخدامه لأول مرة مع الطلاب، ويخبرهم بقواعده، وهي: عدم السخرية أو نقد الأفكار، والتحدث عن أفكارهم بحرية مطلقة، وطرح أكبر عدد ممكن من الأفكار.
– وفي الخطوة التالية يقوم المعلم بطرح موضوع للنقاش، وإعطاء الفرصة لكافة الطلاب بالتفكير في الموضوع.
– يُطلب من المجموعة تحديد أبعاد وكافة جوانب الموضوع، بمعنى طرح أسئلة أكثر لجمع معلومات كافية عن الموضوع.
– يبدأ المعلم أو قائد المجموعة بطرح أسئلة متنوعة على المجموعة ويترك لهم حوالي خمس دقائق للتفكير في السؤال.
– ثم يقوم الطلاب بعد ذلك بتقديم أفكارهم بحرية مطلقة، ويقوم المعلم بكتابة تلك الأفكار في مكان يراه الجميع أمامهم.
– وتستمر عملية توليد الأفكار ويعمل المعلم على طرح أفكار تستثير الطلاب وتخرج أفضل ما لديهم، ثم يشكر المعلم هذه المجموعة على مشاركتها ويبدأ عملية التقييم.
– يتم تقييم الأفكار من قبل باقي طلاب الفصل بالمشاركة مع المجموعة نفسها، ويقوم المعلم بتصنيف الأفكار إلى:
أفكار مفيدة ويمكن تطبيقها.
أفكار مفيدة لكن لا يمكن تطبيقها.
أفكار طريفة لكنها غير علمية.
أفكار مستبعدة لأنها ليست علمية ولا يمكن تطبيقها.
Leave a Reply