حياة ماركو بولو بين التجارة والسفر والنضال

ماركو بولو هو من مواليد عام 1254 في مدينة البندقية بإيطاليا ، وقد توفي 8 يناير 1324 في البندقية أيضاً ، بولو هو تاجر ومغامر في البندقية ، سافر من أوروبا إلى آسيا من عام 1271 إلى 1295 ، وبقي في الصين لمدة 17 عاماً من تلك الفترة ، وتعرف هذه الرحلة باللغة الإنجليزية باسم “رحلات ماركو بولو” ، وهي من الكلاسيكيات في أدب السفر .

نبذة عن تاريخ مدينة البندقية

البندقية من بين المدن الرئيسية في إيطاليا ، ظهرت البندقية بعد سقوط الإمبراطورية الرومانية في الغرب . إقتحمت جحافل اللومبارد (وهي مجموعة تابعه لقائد ألماني غزا إيطاليا في القرن السادس وكان مواطن من لومباردي في شمال إيطاليا) والتي بدأت توغلاتهم في شمال إيطاليا في عام 568 م ، حيث وصلت منهم أعدادًا كبيرة من البر الرئيسي وصولاً إلى جزر البحيرة ، التي كانت في السابق منازل للصيادين المتجولين وعمال استخراج الملح . وعندما سقطت المدينة البيزنطية أوديرزو في البر الرئيسي في اللومبارد في 641 تم نقل السلطة السياسية إلى إحدى الجزر في بحيرة البندقية .

نبذة عن إمبراطورية قوبلاي خان

قوبلاي خان هو جنرال منغولي ورجل الدولة ، كان حفيد جنكيز خان وأكبر خليفة له . وهو الإمبراطور الخامس (حكم من عام 1260 إلى 1294) وحكم المغول وأكمل غزو الصين (عام 1279) الذي بدأه جنكيز خان في عام 1211 ، وبالتالي أصبح أول حاكم مغولي لكل الصين . كان الإمبراطور قوبلاي خان ، في الوقت نفسه ، حاكمًا لجميع السيادة المنغولية الأخرى ، والتي تضمنت مناطق متنوعة مثل تلك الموجودة في الحشد الذهبي في جنوب روسيا ، و إيران الحالية . كما كان الأمراء المغول لا يزالون يعيشون حياة بدوية تقليدية . وقد حكموا الصين وعرفوا بتاريخهم السياسي والثقافي الطويل والفريد ، وقاموا بوضع نظام حكم خاص .

نشأة ماركو بولو والسفر لإمبراطورية قوبلاي خان

  • على الرغم من أنه ولد في عائلة تجارية غنية من البندقية ، إلا أنه قضى معظم فترة الطفولة بدون أبوين ، وقد نشأ من قبل عائلة لها أصول عريقة . توفت والدة بولو عندما كان صغيرًا ، وكان والده وعمه تجار جواهر ناجحين ، وهما نيكولو ومافيو بولو ،وعاشا في آسيا حيث قضى ماركو بولو الكثير من أيام شبابه .
  • وخلال عمل كل من نيكولو ومافيو وضعا في طريقهما رحلة إلى الصين الحالية ، حيث انضموا إلى بعثة دبلوماسية إلى إمبراطورية قوبلاي خان الزعيم المنغولي الذي غزا جده جنكيز خان شمال شرق آسيا . وفي عام 1269 ، عاد الأخوان إلى البندقية وبدأ على الفور في وضع خطط لعودتهما إلى محكمة خان ، ففي خلال إقامتهم مع الزعيم ، أعرب خان عن اهتمامه بالمسيحية وطلب من الإخوة بولو زيارة مرة أخرى مع 100 كاهن لزيارة البلاد ومعهم زيت مقدس من القدس .
  • كانت إمبراطورية خان هي أكبر ما شهده العالم على الإطلاق ، كما كانت لغزا إلى حد كبير لأولئك الذين يعيشون داخل حدود الإمبراطورية الرومانية . وقد بدت ثقافة إمبراطورية خان مختلفة وخارج نهج الفاتيكان لا يمكن فهمها ، وهذا بالضبط ما وصفه الأخوان بولو عندما وصلا إلى البندقية .
  • في عام 1271 ، إنطلق نيكولو بولو وشقيقه مافيو مرة أخرى ، وأخذا ماركو بولو البالغ من العمر 17 عامًا معهما . هذه المرة كانا يستهدفان محكمة قوبلاي خان مباشرة ، لإحضاره وثائق من البابا وزيت مقدس من القدس كان قد طلبها . ومع وجود جواز سفر ذهبي من الإمبراطور قوبلاي الذي مكنهم من استخدام المساكن والخيول التي نشرها المغول على طول طريق الحرير (هي عبارة عن مجموعة من الطرق المتصلة التي كانت تسلكها القوافل والسفن وتمر من خلال جنوب آسيا) ، استغرق وصولهم ثلاث سنوات ونصف . عند الوصول إلى القصر الصيفي لقوبلاي خان في عام 1275 ، قدم نيكولو ابنه ماركو لخدمة الإمبراطور .

حياة ماركو بولو والسفر من آسيا للبندقية

  • لقد تعلم ماركو بولو لأنه شاب موهوب ، عدة لغات على طول طريق السفر بما في ذلك المنغولية ، وأتقن أربعة أبجدية مكتوبة له . قبل عامين من وصول ماركو بولو ، أكمل قوبلاي خان غزو جميع أنحاء الصين واحتاج إلى إداريين غير منغوليين في المناطق التي قاومت وجود سلطات منغولية فيها . فما كان أن تولى ماركو بولو أنواعًا متنوعة من الأدوار الدبلوماسية والإدارية للإمبراطور من قاعدته في دادو ، التي بناها قوبلاي خان بجوار خانباليق .
  • بعد أكثر من 16 عامًا في الصين ، توسل عائلة بولو للحصول على إذن من قوبلاي خان للعودة إلى البندقية . وقد أثبتوا مدى نفعهم الكبير للبلاد لدرجة أن قوبلاي لا يريدهم أن يغادروا . وأخيرًا ، وافق لهم . ولكن مع مرافقة أحد الأميرات المغولية لهم وسافروا مع موكبها .
  • هذه المرة سافروا عن طريق البحر في السفن الصينية ، ونجحوا في توصيل الأميرة بعد العديد من الصعوبات . وقبل أن يتمكنوا من الوصول إلى البندقية ، توفي قوبلاي خان في 18 فبراير 1294 ، مما سمح للحكام المحليين بإعادة أثبات أنفسهم والمطالبة من التجار بدفع مبالغ مالية . ونتيجة لذلك ، إضطرت عائلة بولو إلى دفع 4000 عملة معدنية بيزنطية ، وهي تعد جزء كبير من ثروتهم إلى الحكومة المحلية لمدينة على البحر الأسود .

اقرأ أيضًا: 7 حقائق لا تعرفها عن كريستوفر كولومبوس

وصول ماركو بولو وأسرته للبندقية

  • عاد آل بولو إلى البندقية عام 1295 ، بعد مرور 24 عامًا . ويحكى أنهم عندما عادوا كانوا يرتدون ملابس منغولية ولا يكادون يتذكرون لغتهم الأصلية . وقد اعتقد أقاربهم أنهم ماتوا منذ فترة طويلة . وفي خلال رحلتهم هذه كسبوا ثروة صغيرة من تجارة الأحجار الكريمة مثل : (الياقوت ، العقيق ، الماس ، والزمرد) ، والتي قاموا بخياطتها في أطواق على ملابسهم المنغولية ، ولدى وصلهم البندقية تم الترحيب بهم بحرارة .
  • وقد كانت البندقية في حالة حرب مع المدينة المنافسة لها “جنوة” الموجودة على الساحل الغربي لإيطاليا . وكما كان معتادًا من أي تاجر ثري ، فقد قام ماركو بولو بالتمويل الحربي . فتم القبض عليه خلال معركة بحرية وانتهى به المطاف في السجن في جنوة .
  • عن طريق الصدفة ، كان أحد زملاء ماركو بولو ويدعى روستيكيلو من بيزا لديه خبرة في كتابة الروايات الرومانسية . بينما كان بولو يسلي الجميع بحكاياته عن السفر إلى الصين ، كتب روستيكيلو هذه القصص باللهجة الفرنسية . ومن هنا ظهرت قصص ماركو بولو وكان المصدر الأوروبي الأساسي للمعلومات حول الصين حتى القرن التاسع عشر .
  • في عام 1299 أعلنت جنوة والبندقية السلام . وتم تحرير ماركو بولو وعاد إلى البندقية للزواج من دوناتا بادوير ، وكان لديهم ثلاث بنات وقضى أيامه المتبقية كرجل أعمال يعمل من المنزل . توفي هناك عن عمر يناهز حوالي 70 عامًا في 8 يناير 1324 ، ودُفن تحت كنيسة سان لورينزو ، ولكن قد اختفى قبره ولا يعرف ما الذي حدث له .

ما نعرفه عن مخطوطات ماركو بولو

رحلات ماركو بولو حققت اهتمام على نطاق واسع . وقد كتب قصصه في نسخة واحدة فقط في كل مرة ، لأن الطباعة في أوروبا لم تبدأ حتى بعد وفاته ب 200 عام تقريبًا . فقد وجد حوالي من 120 إلى 140 مخطوطة قديمة ونسخ مطبوعة ومُجزئة من رحلات السفر باقية للآن ، وكل واحدة منها مختلفة . كان القراء الأوائل لماكو بولو من العلماء والرهبان والنبلاء . وقد ظهرت ترجمات لهذه الرحلات قريبًا ، بلهجة البندقية والألمانية والإنجليزية والكاتالانية والأرجونية والغيلية واللاتينية . استغرق الكتاب أكثر من قرن ليصبح جزءًا من الوعي الأوروبي السائد . كما كتب أيضاً عن العادات المنغولية الرائعة ، وحكى عنها مثل استخدام العملات الورقية وحرق الفحم للحرارة ، فقد تم استخدام النقود الورقية في الصين من مئات السنين ، وقد تم حرق الفحم في أجزاء من الصين منذ بداية الزراعة .

أقرأ ايضاً: أليس في بلاد العجائب بين الحقيقية والخيال


Comments

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *