قبل أن يوقع مصمم السيارات فون هولزهوزين عقداً مع الشركة التي كانت تسمى آنذاك عام 2008 باسم تسلا موتورز كان فون بالفعل في طريقه لأن يصبح عضواً في قائمة ممتدة من صفوة مصممي السيارات العالمية.
تخرج فون في بداية التسعينات من كلية مركز الفنون مما جعله خريجاً لأفضل جامعة لديها منهج تصميم للسيارات بالعالم.
عمل فون قبل ذلك في شركة جنيرال موتورز حيث صمم زوجاً من السيارات الرائعة والتي إحداهما هي سيارة بونتياك سولستيس المكشوفة ومن هنا أنتقل إلى مازدا حيث أدار فريق التصميم بأكمله.
كانت مخاطرة عظيمة من قبل فون عندما قرر أن يضع ثقته في شركة ناشئة في سيليكون فالي، شركة تسلا التي بدأها ايلون ماسك عام 2008.
كانت رؤية ماسك واضحة وثابتة، سيصمم له فون سيارة كهربائية مستقبلية باهظة الثمن، ستغير هذه السيارة فكرة العالم عن السيارات الكهربائية للأبد!
كان فون على اتفاق تام ما رؤية ماسك لسيارات الغد، لذا وقع العقد دون تردد.
كانت مهمة فون شاقة ومثيرة، فكيف لك أن تتخيل سيارة المستقبل دون أن تربطك خيوط خيالك بسيارات الماضي؟
ولكن لا تتاح لك فرصة ذهبية مثل هذه كل يوم وبالأخص عندما يكون في صفك رجل مثل ماسك حيث يبدو أن ماسك بالفعل رجل من المستقبل ولد 100 عام مبكراً.
لذا كان ماسك هو دليل فون في عالم الخيال المستقبلي.
كانت سياسة ماسك وشركة تسلا بالتذكية هي “التفكير في المبادئ الأولية” وذلك يعني أنك لا تصمم سيارة لتشبه الأخرى ولكنها أفضل بل تعمل على منهجة مشاكل التصميم وتقسيمها وتبدأ من الصفر بتفكيرك الذاتي.
وكانت أهم المبادئ الأولية التي وضعها فون وماسك للسيارة الجديدة هي الكفاءة والجمال!
لن تتكلف أكثر لتجعل تصميماً جميلاً! هكذا فكر فون عند تصميمه السيارة.
ومثلاً تم تعديل تصميمه في سيارة تسلا S حيث تم إزالة شبكة التهوية الأمامية للسيارة واستبدالها بمقدمة ناعمة مصمتة للسيارة وذلك رجوعاً للكفاءة والجمال، فالسيارة لا تحتاج للشبكة لأنها لا تحتاج للتهوية وذلك الاختلاف سيجعل السيارة أكثر تميزاً وجمالاً.
كما تبنى فون منهج البساطة والسهل الممتنع، فالسيارة تبدو جميلة لكن لا لتعقيد التصميم كسيارات لامبورجيني ولكن على العكس جمالها ينعكس في بساطة خطوطها وسهولتها على العين وهو أمر صعب تحقيقه.
حتى داخل السيارة يبدو أنيقاً للغاية فلا تجد مفاتيحاً كثيرة في كل مكان، فلوحة التحكم للسيارة بأكملها هي شاشة تعمل باللمس في منتصف المقصورة الأمامية مما يضيف للسيارة الحس المستقبلي الذي سعى إليه فون من يومه الأول داخل تسلا.
ربما شركة تسلا ليست الأقوى في مجال السيارات ولكنها مثلها مثل شركة آبل تسعى للاختلاف والتميز وقد نجح كلا من فون وماسك في تحقيق ذلك.